دراسة حديثة الاسماك والاكتئاب
تقول الدراسة الحديثة التي نشرت في دوريّة Journal of Epidemiology & Community Health، أن تناول السمك بشكلٍ منتظم قلّل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة ٢٠٪ عند الرجال و١٦٪ عند النساء، وهو ما يتلاءم مع نتائج دراساتٍ عديدة سابقة ربطت تناول السمك بانخفاضِ معدّلات الإصابة بالاكتئاب ذي الـ ٣٥٠ مليون ضحيّة في العالم، والمرشّح من قبل منظّمة الصحّة العالمية لكي يكون في المرتبة الثانية كأكثر الأمراض انتشاراً في العالم بحلول عام ٢٠٢٠.
إلا أنّ هذه النتائج السارّة اصطدمت بسؤالين ملحّين لا يمتلك العلماء أجوبةً لها: ما هي أنواع الأسماك التي تقضي على الاكتئاب؟، وكيف تقوم بذلك؟
تقول بعض الفرضيّات العلميّة القديمة أنّ احتواء جميع أنواع السمك تقريباً على "الأوميغا-٣"، وهو نوع فريد من الأحماض الدهنية المعروفة بفوائدها في تخفيض الكولسترول، يغيّر ربّما من تركيب بعض الأنسجة في دماغ الإنسان، كما أنّه يعدّل من نشاط "النواقل العصبيّة" فيه، وخصوصاً "الدوبامين" و"السيروتونين"، والتي تلعب دوراً في إصابة الإنسان بالاكتئاب، ويمارس بالتالي ذات التأثير الذي تمارسه بعض العقاقير المضادة للاكتئاب.
إلا أنّ المشكلة تكمن في التالي: راجعت الدراسة الحديثة جميع الدراسات السابقة التي بحثت في ارتباط تناول السمك بالاكتئاب بين عامي ٢٠٠١ و ٢٠١٤، والتي بلغ عددها ٢٦ دراسة وشملت أكثر من ١٥٠ ألف إنسان أجريت عليهم هذه الدراسات، وخلصت إلى أن جميع الدراسات التي وجدت رابطاً بين تناول السمك وبين انخفاض معدلات الإصابة بالاكتئاب جرت في أوروبا، في حين فإنّ الدراسات التي جرت في مناطق أخرى من العالم لم تصل إلى نتائج مشابهة، ولم يجد بعضها أيّ رابطٍ بين تناول السمك والاكتئاب.
عزّزت هذه النتائج من شكوك بعض العلماء في أنّ هناك مواد أخرى "غير الأوميغا-٣" موجودةً في أصنافٍ معيّنة من السمك، هي التي تلعب دوراً في درء خطر الاكتئاب، وهو ما فتح جملةً كبيرة من التساؤلات التي لا يملك العلماء أجابة لها: ما هي هذه المواد، وما هي الآلية التي تعمل بها؟، وما هي أصلاً أنواع الأسماك التي تحوي هذه المواد وتقي من الكآبة؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق