الاكتئاب .. أسبابه وأعراضه وطرق العلاج

الاكتئاب .. أسبابه وأعراضه وطرق العلاج 

 الإكتئاب مثله مثل أى مشكلة صحية يحتاج لعناية خاصة وفهم لجميع جوانب الأمر ، وقد يستمر الإكتئاب أسبوعان وقد تزداد المدة ليصبح الشخص غير قادر على التأقلم في حياته … Advertisement     ما هو الاكتئاب؟ من الطبيعي أن تشعر بالإحباط ، أو بالحزن في إحدى مراحل حياتك ، و لكن إذا استمر هذا الشعور يوماً بعد الآخر فيمكن أن يطلق عليه إسم الاكتئاب ، فالاكتئاب هو الفترة التي يشعر فيها الفرد بالحزن  و اللامبالاة بالإضافة إلى أعراض اخرى قد تستمر إلى أسبوعين متتاليين على الأقل  و لكنه قد يكون بصورة متضاعفة تعيق الفرد عن أداء أنشطته اليومية  و لا يعد الاكتئاب علامة على الضعف أو سلبية الشخصية فهو من أشهر المشاكل الصحية التى تصيب العامة  و تعتبر حالة مرضية تحتاج إلى العلاج .     الأعراض الحسية للإكتئاب : إن الإحساس بالحزن و عدم الإهتمام بالحياة من أولى أعراض الاكتئاب  حيث تصبح الأمور و الأنشطة التى كانت تدخل على قلبك السعادة  أشياء مملة بالنسبة إليك  و قد يشعر المرضى أيضًا بأن هناك شعور بالذنب و الخطأ يتملكهم طوال الوقت  مما يشعرهم بفقدان الأمل كما يسيطر عليهم الرغبة في الموت  و الإنتحار .     الأعراض البدنية للاكتئاب: قد يصاحب الإكتئاب احيانًا اعراض بدنية كالاتي :   1- التعب  و الشعور بالخمول . 2- الأرق  و خاصة في صورة الإستيقاظ في ساعة مبكرة عن الموعد المعتاد . 3- النوم بصورة مستمرة  و لساعات طويلة . 4- الإستمرار في الشعور بآلام  الصداع  و إنقباضات العضلات  أو مشاكل هضمية و التى يصعب التحكم فيها بالأدوية . و قد يسبب الأكتئاب في جعل الآلام المزمنة أكثر حدة  فالمواد الكيميائية التى يفرزها المخ تؤثر على الشعور بالألم  و الحالة النفسية معاً  و قد إتضح أيضا أن علاج الإكتئاب يساعد في التخلص من آلام جسدية أخرى .       تأثير الاكتئاب على الشهية : تعتبر تغييرات الشهية  و الوزن من العلامات الأخرى التى تدل على الإكتئاب  فقد تزداد شهية البعض ممن يعانون من الاكتئاب و تقل شهية الأخرين  فقد يعاني مرضى الاكتئاب بالفعل من نقص حاد في الوزن  أو من السمنة المفرطة .     تأثير الإكتئاب على الحياة اليومية : قد تؤثر أعراض الاكتئاب الجسدية  أو الحسية في حياة الفرد العملية  و هواياته  و كذلك في جميع علاقاته و هذا إذا لم يتم العلاج ، فالأشخاص المكتئبون يجدون عادة صعوبة في التركيز  و إتخاذ القرار  فهم يتنحون تماماً عن كل ما كان يستهويهم من قبل متضمناً في ذلك حياتهم الجنسية  و إذا بلغ الإكتئاب ذروته قد يكون مهددًا لحياة الفرد .       الرغبة في الإنتحار : إن أكثر الناس محاولة  للانتحار  هم الناس الذين يعانون من الإكتئاب  و تظهر الأعراض عندما يبدأ الفرد في التحدث بكثرة عن الموت  و الإنتحار أو في التهديد ليؤذي شخص ما أو في إتباع سلوك متعصب في التعامل  إذا ظهرت تلك الأعراض على المكتئب عليك أن تتصرف بسرعة  و لا تتردد في الإتصال على أحد الخطوط الساخنة للإنتحار المعروفة ببلدك  و إذا كنت ممن يخططون للإنتحار عليك التوجه مباشرة إلى مستشفى الطوارئ لتبدأ في العلاج مباشرة .       الأكثر عرضة لمرض الاكتئاب: قد يصاب أي شخص بالاكتئاب في أي وقت  إلا أن الخبراء قد أثبتوا حديثاً إحتمالية اصابة الأفراد الذين يمتلكون تاريخ عائلي للاكتئاب اكثر من غيرهم  كما ان نسبة اصابة المرأة بالاكتئاب تعد ضعف نسبة إصابة الرجل .       أسباب الاكتئاب : لم يتعرف الأطباء حتى الآن على الأسباب الحقيقية للاكتئاب إلا أن أكثر النظريات بروزًا هي التى ترجع السبب إلى التغيرات في تركيب المخ  و المواد الكيميائية التى يفرزها  فقد يكون السبب هو الإختلال الذي يحدث في إفراز النواقل العصبية  و قد يكون السبب في حدوث هذا الخلل هو التوتر الذي يحدث نتيجة حادثة مؤلمة  أو نتيجة لفقدان شخص عزيز  أو لضياع وظيفة ، هناك مسببات اخرى لذلك مثل انواع من الأدوية  أو الكحوليات  أو إدمان المخدرات  أو التغيرات الهرمونية  و قد يكون السبب موسمياً فقط .   Advertisement ما هو الاكتئاب الموسمي ؟؟ إذا كانت حالتك النفسية تتغير تبعاً للموسم  ككونك مشرق بالصيف  و مكتئب بالشتاء  فقد تكون ممن يعانون من نوع معين من الاكتئاب يطلق عليه ” الاكتئاب الموسمي ” تكون بداية هذا النوع عادة في نهاية الشتاء  حيث تقل ساعات النهار تدريجياً  أثبت الخبراء أن هذا النوع من الاكتئاب يصيب من 3% الى 20 % من الناس معتمداً في ذلك على مكان معيشتهم .       اكتئاب ما بعد الولادة : مثل هذا النوع من الاكتئاب يصيب حوالي 12 % من الأمهات بعد عملية الولادة  و قد يدوم هذا الشعور القاتم حتى إذا تحسنت حالة الطفل  و كبر  و تشبه أعراضه أعراض الاكتئاب العادي  و لكن الإختلاف الأكثر أهمية بينهما هو أن حالة الطفل الصحية قد تتأثر به . فقد تؤدي هذه الحالة بالأم إلى إهمال وليدها  و عدم الشعور بأهميته في حياتها .       الاكتئاب في الأطفال : يعاني حوالى 2% من أطفال المدرسة  و حوالي واحد من كل 10 مراهقين من الاكتئاب  مما يؤدي بهؤلاء إلى صعوبة في القدرة على اللعب  و تكوين صداقات  أو بأن يتموا واجبهم المدرسي بصورة مرضية ، أعراض الإكتئاب في الأطفال تشبه كثيراً أعراضه في البالغين  و لكن قد يظهر بعض الأطفال ما لديه من اكتئاب في صورة غضب مستمر  أو عن طريق معاملته الفظة لمن حوله  و لذلك فقد يصعب تشخيص الاكتئاب لدى الأطفال .       تشخيص الاكتئاب : حتى هذه اللحظة لا يوجد اختبار للدم لتشخيص إذا ما كان الشخص يعاني من الاكتئاب أم لا  لذلك يعتمد الأطباء بصورة أساسية في التشخيص على وصف المريض للأعراض التي يعاني منها ، و على الطبيب أيضًا أن يستوضح من المريض تاريخه المرضي  و الأدوية التى يتناولها التى قد تشارك في أعراض الاكتئاب  و يستطيع الطبيب تحديد مدى حدة المرض عن طريق مناقشة المريض عن حالته النفسية  و سلوكه مع الأخرين وعن أنشطته اليومية أيضا  فهذا من أهم خطوات التى تحدد مدى جدوى العلاج .       العلاج بالكلام : أثبتت الدراسات أن هناك أنواع عديدة من العلاج بالكلام قد تساعد في الحالات البسيطة أو المتوسطة من الاكتئاب  فعلى سبيل المثال قد يساعد العلاج المعرفي في تغيير المعتقدات  و السلوكيات التي قد تساهم في الاكتئاب لدى المريض  و كذلك فجلسات العلاج الإجتماعية توضح مدي تأثير علاقات الفرد على حالته النفسية ، فالعلاج النفسي يساعد المريض على فهم كيف يتأثر سلوكه  و حالتة النفسية بما يدور في عقله الباطني  و ما يشغل تفكيره من مشاكل لم يصل إلى حلها . وقد يحتاج بعض المرضى لمتابعة العلاج فقط لعدة شهور ,في حين يحتاج اخرين الى فترات أطول من العلاج .     أدوية الاكتئاب : تؤثر أدوية الاكتئاب في مستوى المواد الكيميائية التى يفرزها المخ مثل السيروتونين  و النورايبينيفرين  و هناك العديد من الاختيارات للعلاج بالأدوية  حيث تستطيع أن تتناول مضادات الاكتئاب لعدة أسابيع ليس أكثر لترى تأثيرها عليك  إلا أن عليك المتابعة المستمرة مع طبيبك الخاص لتقييم مدى جدوى العلاج  و تأثيره عليك  و حتى تعيد ضبط الجرعة التى يجب أن تستمر عليها  إذا لم يتماشي أول دواء معك  و لم ينتج أي نتيجة  فهناك فرصة كبيرة أن الدواء الثاني سيكون مجد . و لتحصل على نتيجة أفضل  يمكنك دمج كلا من العلاج بالكلام  مع تناول الأدوية .       أداء التمارين لعلاج الاكتئاب : قد اثبتت الأبحاث أن أداء التمارين الرياضية من الأسلحة الفتاكة إتجاه حالات الإكتئاب البسيطة  و المتوسطة  حيث تساعد الأنشطة الجسمية على إفراز الاندورفين الذي يحسن من حالة الفرد البدنية  و كذلك فإن أداء التمارين بصورة منتظمة يساعد في رفع معنويات الفرد  و يعين الفرد على النوم  و تقليل الضغط  و زيادة الطاقة ، و قد يساعد في ذلك أي نشاط رياضي من النوع المتوسط كـالسباحة  أو أداء الأعمال المنزلية ، اختار إحدى تلك التمارين التى تستمتع في أدائها بشرط أن تمارسها من 20 الى 30 دقيقة كل ثلاثة إلى أربع أيام أسبوعياً .       العلاج بالضوء : ثبت حديثاً أن العلاج بالضوء له نتيجة واضحة و فعالة في علاج الاكتئاب الموسمي  بجانب أنواع أخرى  و يتضمن العلاج الجلوس أمام صندوق ينبعث منه الضوء سواء ساطع  أو خافت لمدة يحددها الطبيب يومياً . يستخدم هذا العلاج أيضا مع الأدوية للحصول على نتيجة أفضل  و تستطيع أن تستفسر من طبيبك المعالج على كيفية شراء مثل هذا الصندوق  و على الوقت المحدد للمكوث أمامه .       نبات ” جونز ” لعلاج الاكتئاب : يعتبر هذا النبات من الأعشاب الطبيعية لعلاج الاكتئاب ، فهناك بعض الأراء التى توضح مدى فاعليته ضد الأنواع البسيطة من الاكتئاب  و لكن هناك دراستان أوضحا قلة فاعليته إتجاه كلاً من الأنواع المتوسطة  و الصعبة من المرض ، و لكن قد تؤثر تلك العشبة في فاعلية الأدوية التى تأخذها لعلاج مرض ما  أو حبوب منع الحمل لذا عليك باستشارة طبيبك قبل استخدام مثل تلك الانواع من الأعشاب .       Advertisement تربية الحيوانات لعلاج الاكتئاب : بالطبع لن تغنيك تربية للحيوانات الأليفة  أو الطيور كالببغاء المتكلم عن تناولك لأدويتك  إلا أنها تقلل كثيراً من حدة المرض لدى العديد من الأشخاص  فتلك الحيوانات تعطيك حب منتهى النظير  و تقضي على الشعور بالوحدة  و قد تعطيك هدف  و غاية في الحياة  و قد أثبتت الدراسات حديثاً أن من يربون الحيوانات أقل معاناة من مشاكل النوم  و يحيون حياة صحية دون إضطرابات .       دور الدعم الاجتماعي : قد يسبب شعور الفرد بـالوحدة  في إساءة درجة الاكتئاب لديه  لذا فالدعم الإجتماعى للمريض ممن حوله من أهم الأجزاء في العلاج  و قد يتضمن هذا الإلتحاق بمجموعة داعمة لك سواء مباشرة  أو عن طريق الأنترنت , و كذلك توفير ساعات أطول للمكوث مع العائلة  أو الأصدقاء ، فالهدف من ذلك هو توطيد علاقاتك الأجتماعية مع الأخرين  و قد يتم ذلك أيضا عن طريق الإلتحاق بنادي للكتاب  أو الذهاب لأداء التمارين الرياضية بالصالات المخصصة لذلك .       إثارة العصب الحائر : قد تكون هذه الخطوة اكثر فاعلية مع المرضي الذين لا يستجيبوا للأدوية المضادة للاكتئاب ، فعملية اثارة هذا العصب بمثابة تنشيط للمخ  و يتم ذلك عن طريق زرع جهاز يرسل اشارات كهربية الى المخ خلال العصب الحائر المار في الرقبة  و تقوم هذه الاشارات بدورها على التقليل من حدة الاكتئاب  و تحسين حالة الفرد النفسية .       العلاج بالجلسات الكهربائية : يعتبر هذا اختيار أخر أمام المرضي الذين لا يستجيبون للعلاج بالأدوية المضادة للإكتئاب  فهذا النوع من العلاج يعتمد على استخدام شحنات كهربية تساعد في خلق نوع من التشنجات تحت تحكم الطبيب ” المريض يكون تحت أثر التخدير أثناء تلك العملية ” ، يساعد هذا النوع في علاج أكثر من حوالى 80% الى 90% من المرضي الذين إستخدموه  مما أعطى أمل جديداً للمرضي الذين لم يستجيبوا للأدوية .       الإثارة المغناطيسية خلال المخ : هذا ايضًا نوع جديد في علاج الإكتئاب  يعتمد على شحنات كهرومغناطيسية توجه للمخ  و التى تنشئ تيار كهربي بسيط في جزء من المخ مرتبط بالاكتئاب  و لا يحدث أي نوع من التشنجات أثناء العملية  و كذلك فله آثار جانبية قليلة  و لكن لا يزال الأطباء يضعونه تحت الأختبار .       لا تفقد الأمل : قد تشعر أثناء معاناتك من الاكتئاب بفقدان الأمل  و المساعدة  إلا أن الحقيقة غير ذلك فدرجة العلاج لمثل تلك الحالات أصبحت مرتفعة للغاية ، فأكثر من 80 % يشفون تماماً بعد متابعتهم للعلاج سواء بالأدوية  أو بالكلام ، أو الاثنين معاً  حتى إذا باءت تلك المحاولات السابقة بالفشل فهناك أنواع أخرى حديثة للعلاج ستكون هي الحل الأكيد بدون شك .